سورة الروم - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ} قال ابن عباس: الكفار
{مَا لَبِثواْ غَيْرَ سَاعَةٍ} فيه قولان:
أحدهما: في الدنيا استقلالاً لأجل الدنيا لما عاينوا من الآخرة، قاله قتادة.
الثاني: في قبورهم ما بين موتهم ونشورهم، قاله يحيى بن سلام.
{كَذلِكَ} أي هكذا، قاله ابن جبير
{كَانُواْ يُؤْفَكُونَ} فيه وجهان
أحدهما: يكذبون في الدنيا، قاله قتادة.
الثاني: يصدون في الدنيا عن الإيمان بالبعث. قاله يحيى بن سلام.
قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} فيهم وجهان:
أحدهما: أنهم الملائكة، قاله الكلبي.
الثاني: أهل الكتاب.
{وَالإِيمَانَ} يحتمل وجهين
أحدهما: الإيمان بالكتاب المتقدم من غير تحريف له ولا تبديل فيه.
الثاني: الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
{لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: لقد لبثتم في علم الله، قاله الفراء.
الثاني: لقد لبثتم بما بيانه في كتاب الله، قاله ابن عيسى.
الثالث: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} في كتاب الله والإيمان {لَقَدْ لَبِثْتُم إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ} قاله قتادة.
وفي {لَبِثْتُمْ} قولان:
أحدهما: لبثوا في قبورهم.
الثاني: في الدنيا أحياء وفي قبورهم أموات.
{فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ} يعني الذي كذبتم به في الدنيا
{وَلكِنَّكُمْ كِنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} أي لا تعلمون في الدنيا أن البعث حق وقد علمتم الآن أنه حق.
قوله: {فَيَومَئِذٍ} يعني يوم القيامة.
{لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ} أي عذرهم الذي اعتذروا به في تكذيبهم
{وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: لا يعاتبون على سيئاتهم، قاله النقاش.
الثاني: لا يستتابون، قاله بعض المتأخرين.
الثالث: لا يطلب منهم العتبى وهو أن يُرَدُوا إلى الدنيا لِيُعْتَبُوا أي ليؤمنوا، قاله يحيى بن سلام.


قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل وجهين
أحدهما: أن وعد الله في نصرك وتأييدك حق.
الثاني: أن وعده في انتقامه من أعدائك حق.
{وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: لا يَسْتَعْجَلَنَّكَ، قاله ابن شجرة.
الثاني: لا يَسْتَفِزَّنَّكَ، قاله يحيى بن سلام.
الثالث: لا يستنزلنك، قاله النقاش.
{الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} فيه وجهان
أحدهما: لا يؤمنون.
الثاني: لا يصدقون بالبعث والجزاء، روى سعيد عن قتادة أن رجلاً من الخوارج قال لعلي كرم الله وجهه وهو خلفه في صلاة الصبح {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} الآية. فقال له عليّ وهو في الصلاة {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}، والله أعلم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7